01 - 08 - 2025

ضوء | شكرًا للمملكة العربية السعودية

ضوء | شكرًا للمملكة العربية السعودية

شكرا للمملكة العربية السعودية على جهودها الكبيرة في حشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على حدود ٦٧، وعاصمتها القدس الشريف، فلأول مرة تقف ١٧ دولة مع الدولة الفلسطينية، ولأول مرة تقف فرنسا وبريطانيا بجانب فلسطين، على الرغم من تهكم ترامب على الرئيس الفرنسي لعزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مدعيًا أن لا وزن ولا قيمة له.

وكم نتمنى ألا يكون تحرك الترويكا الأوروبي فخاً هدفه فقط سلاح المقاومة.

إن العدوان الصهيوني على غزة، والموقف الأمريكي الداعم للإبادة والتجويع، أكد للعالم أن القوة العسكرية هي التي تحكم العالم لا غير، لا القانون ولا المنظمات الدولية، ولا أية دولة لها كلمة، سوى أمريكا، هي التي تتحكم في العالم، لذلك فإن المصلحة القومية العليا للدول الأوروبية هي التي حدت بهم لإتخاذ موقف مناقض لأمريكا.

فلا قطب يتحكم بالعالم، بل هي دولة واحدة لا غير، وحكومة عالمية ماسونية صهيونية، لذلك جاء التحرك الأوروبي لفرض القانون على القوة.

ذلك القانون الذي مرّغ الصهاينة وجهه في التراب.

كما كان لموقف الشعوب الأوروبية دوراً كبيرًا في تغيّر الموقف الأوروبي، عندما خرجت ألوف مؤلفة في الشوارع، احتجاجاً  على الإبادة الجماعية والتجويع والمجازر الصهيونية الإرهابية في غزة.

ولكي لا يذهب شلال الدم الفلسطيني سُدى، جاء التحرك الدبلوماسي السعودي القوي، ولكي يضع النقاط على الحروف.  

شكرًا للسعودية على موقفها الثابت الشجاع، فلا تطبيع من دون ضمان قيام الدولة الفلسطينية الحقيقية وعاصمتها القدس الشريف.

نشكر كل الدول الداعمة للحق الفلسطيني، لكن هل استطاع مؤتمر نيويورك وقف التجويع والمجزرة؟ الواقع يقول إن سعير القتل الصهيوني ازداد ضراوة، ففي كل دقيقة يسقط شهيد، وعشرات الجرحى.

أما عن الدولة الفلسطينية، فهي ليست المرة الأولى التي تتم فيها الاتفاقيات والاعترافات بالدولة الفلسطينية.

ماذا بعد الاعتراف؟ وما الحل الذي يقترحه العالم للدولة الفلسطينية؟

حل الدولتين، دولة نووية مدججة بالسلاح، وشبه دولة منزوعة السلاح.

ولا تكافؤ من حيث القوة العسكرية والاقتصادية، وهل ستكون للدولة الفلسطينية سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية ومؤسساتها ودستورها وحدودها وجيشها وعملتها الوطنية، الخ؟

وهل يضمن المجتمع الدولي عدم تعدي الدولة القوية على الدولة الضعيفة؟

الكيان الصهيوني يريد حل الدولة اليهودية الواحدة، دولة يهودية خالصة تمتد من النهر إلى البحر.

كما هو الحال حالياً، دولة صهيونية تجول وتصول وتقصف وتعتدي على كل دول العالم بحجة الأمن! ذلك الأمن الذي لا أمان ولا حدود له في نظرهم.

لقد فرض الاحتلال الصهيوني ويفرض بالقوة لا غير، خلال ٧٥ عامًا وحتى اللحظة، واقعًا مريراً على الأرض، ورمت قيادات الكيان الصهيوني بالقوانين الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، في سلة المهملات، وضربت عرض الحائط كل الاتفاقيات، من أوسلو حتى كامب ديفيد ووادي عربة.

في حين طبق الجانب العربي ( أي كان) التزاماته كلها، ولم يلتزم الكيان الصهيوني بحرف واحد منها، لذلك كيف يمكن أن يجبر المجتمع الدولي هذا الكيان الصهيوني على الالتزام بقراراته؟

إن قيادة الكيان الصهيوني تعتبر كل الدول التي اجتمعت في نيويورك تقدم مكافأة إلى حماس! وتعتبر كل عربي وفلسطينيي عدو لهم، ودمه مهدر ، وكل الأنظمة العربية لا ثقة فيها، والسلطة الفلسطينية في نظرهم غير صالحة وخائنة ويجب أن تُستبدل، وجميع فصائل المقاومة إرهابية، وعليها تسليم السلاح، سلّم سلاحك لكي أقتلك عارياً حافياً جائعاً! هذا هو المنطق!

ذلك السلاح المتواضع البسيط يخافونه، لأنه يعني الكرامة، بالنسبة لهم نحن عبيد لا غير، والعبد يجب أن يكون بلا كرامة.

من المعتدي أصلًا؟ المحتل أم المقاوم؟ المقاومة دفاع وحق، وليست هجوم، لو استطاع المجتمع الدولي أن يجبر  المحتل على إعادة الأرض إلى أهلها، وأن يوقف عدوانه، لكان من حقه أن يطالب المقاومة بتسليم السلاح، لكن للأسف كل شيء يحدث بالمقلوب.

لقد رفع عرفات البندقية بيد وغصن السلام بيد أخرى، هم يريدون إسقاط البندقية لا غير، لكي يكون غصن الزيتون ملطخاً دوماً بالدماء العربية.

كيان صهيوني فاشي قام ويقوم على الحرب لا السلام.

إن هدف القيادة الصهيونية إقامة دولة واحدة يهودية خالصة توسعية استيطانية ومدججة بأعتى أنواع الأسلحة، تحكم العالم أجمع، دولة واحدة تتحكم ولا ترحم، لذلك يعمل الصهاينة ليل نهار على إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني واحتلال غزة والضفة قسراً، لفرض الدولة اليهودية الخالصة.

وعلى القيادات والفصائل الفسطينية أن تتوحد في بوتقة منظمة التحرير، بما فيها حماس التي هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وتنفيذ اتفاق بكين، فإذا لم يجبرهم شلال الدم المتدفق على الوحدة، فلا شيء آخر يمكن أن يوحدهم، من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وإلا فإن البديل هو الإبادة والتهجير والوصاية.

خطوة المملكة العربية السعودية تؤسّس العمل الجاد في صناعة المستقبل.

المهمات القادمة كبيرة وصعبة، لكن بالوعي والوحدة العربية والفلسطينية أولاً وقبل كل شيء نحقق المراد .
--------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | شكرًا للمملكة العربية السعودية